الصلاة الخاشعه | الشيخ بهجت
_________________________
سأل الشيخ حبيب الكاظمي سماحتَه رحمه الله: كيف يصلِّي الإنسان صلاة خاشعة؟ فكانَ جوابُه: «إنَّ الخواطر على قسمَين: خواطر تأتي أثناء الصَّلاة قَهْراً، وخواطر تأتي اختياراً». الخواطرُ القهريّة: هي التي تهجمُ على المصلِّي، دون تعمُّدٍ منه، وأمّا الخواطر الاختياريّة فهي متابعةُ المصلّي للخواطرِ القهريّة. فالنّفسُ أو الشّيطان -أحدُهما- يذكِّرُ المصلِّي بحادثة: إمّا مثيرة للغَضب، أو للشّهوة. فالخواطر إمّا وهميّة: لا قيمةَ لها لا سلباً ولا إيجاباً، وإمّا تُثيرُ الغضب: كتذكُّر مشكلة قديمة، وإمّا تُثير الشّهوة: كتذكُّر منظرٍ شهويٍّ، أو صُوَر محرَّمة.
إذاً، فإنّ متابعةَ الخاطرة أمرٌ اختياريّ، والخطوة الأولى التي هي من الشّيطان، لم يكن للمصلِّي دورٌ فيها، ولكن عليه ألَّا يتابع. ربُّ العالمين لا يؤاخِذ بالخواطرِ اللا اختياريّة. إذا طبَّقنا هذه النّظريّة لسماحتِه على صلواتنا، فسوف ننتقل -على الأقلّ- إلى مرحلة الصّلاة الخاشعة ذهنيّاً، بمعنى أنَّ الذهن يصفو، ولا يَشرُد. أمَّا مسألة الخشوع القلبيّ، والحركة المعراجيّة، فهذا يحتاجُ إلى معرفة، والذي كان يصلِّي خلفَه رحمه الله، يعلمُ شيئاً من الأجواء التي كان يعيشُها سماحتُه.