العناية الإلهية | الامام الخميني
من عناية الله تعالى
بعباده ان وهبهم العقل ونحهم القدرة على
تهذيب نفوسهم و تزكيتها . و بعث الأنبياء و الاوصياء ليعلموا على هدايتهم و
واصلاحهم لئلا يبتلوا بعذاب جهنم الأليم . وان لم تكن هذه الوسائل نافعة في تنبيه
الانسان و تهذيبه فالله عز وجل الرحمن ينبه بوسائل و طريق أخر : عن طريق مختلف
الابتلاءات و المصائب و الفقر و المرض كالطبيب الحاذق , كالممرض الماهر و الرؤوف
الذي يحاول معالجة هذا الانسان من الامراض الروحية الخطيرة . اذا كان العبد محل
عناية الله تعالى فانه يبتلى بصفوف الابتلاءات حتى يلتفت الى مخالفه تعالى و يهذب
نفسه . هذا هو الطريق و لا يوجد اخر .
ولكن ينبغي للأنسان ان يطوي هذا الطريق بنفسه لكي يحصل على النتيجة . وأن لم يحصل
على النتيجة المرجوة عن هذا الطريق أيضا ولم يشف الانسان المريض و كان مستحقا
لنعمة الجنة فأن الله تعالى يشدد عليه في الحال النزع لعلة كل هذه المراحل الايقاظية عنايات الهية تستهدف
ابعاد الانسان عن جهنم وانقاذه منها . فكيف بالإنسان اذا تنفع معه كل هذه الموقظات
و المنبهات و ماذا ستكون عاقبته ؟ فلا مفر من اخر;
الدواء وهو الكي فكم من الانسان لم يهتد و لم ينصلح و لم تنفع معه هذه
المعالجات , فلا توجد وسيلة أخرى غير النار لكي يصلح الله الكريم عبده . كالذهب
الذي يعرض للنار لتنقيته و تحويله الى معدن خالص فقد ورد في تفسير الآية الكريمة ((
لا بثين فيها احقابا )) ان هذه ((الحقب ))
هي لأهل الهداية و الذين يكون اصل ايمانهم محفوظا انها تنطبق علينا انا وانت . و
ما طول الحقبة ؟ الله اعلم لعلها الالف السنين
المهم ان نعمل لئلا يصل الامر الى مرحلة لم تعد تنفع فيها هذه المعالجة
فتكون بحاجة الى اخر الدواء من اجل استحقاق و لياقة النعيم المقيم و يكون من الازم
لا سمح الله ان يذهب الانسان فترة في جهنم ان يحترق بنارها لكي يتطهر من الرذائل الأخلاقية
و التلوثات الروحية و الصفات الشيطانية الخبيثة و يصبح لائقا و مستعدا للتنعيم
"بجنات تجري من تحتها الأنهار"
علما ان هذا يتعلق بتلك الفئة من العباد الذين لم تتسع دائرة معصيتهم لم
تبلغ الدرجة التي يستحقون فيها الطرد من رحمة الله و الحرمان من مغفرته و لطفه بل لا يزالون
يمتلكون بعض الاستحقاق فيها الطرد من الرحمة الإلهية اذ لا سبيل امامه غير الخلود
في نار جهنم
احذروا ان تحرموا لا سمح
الله من الرحمة والعناية الالهية فيحل عليكم غضب الله ويحيط بكم عذابه .
احذروا من ان تكون
اعمالكم وافعالكم بنحو تسلبكم توفيقات الله تعالى و لن يكون امامكم سبيل غير
الخلود في الناران احدكم الان لا يستطيع
ان يقبض على حصاة محماة لمدة دقيقة واحدة فاتقوا نار جهنم ابعدوا هذه النيران عن
الحوزات العلمية وعن مجتمع علماء الدين طهروا قلوبكم من هذه الاختلافات و هذا
النفاق .. حسنوا سلوككم مع عباد الله تعالى وانظروا اليهم بعطف وحنان ..
ليكن لكم موقف حازم من العصاة لعصيانهم اؤمرهم بالمعروف وانهوهم
عن المنكر واكرموا عباد الله المصالحين و الطيبين فاحترموا العالم منهم لعلمه و
احترموا من هو سبيل الهداية لأعماله الصالحة ليكن سلوككم مثاليا توددوا الى
الناس و حادثوهم واخوهم
هذبوا أنفسكم بالصدق
والإخلاص انتم الذين تريدون هداية المجتمع وارشاده فالذي لا يستطيع اصلاح نفسه كيف
يتنسى له هداية الاخرين وارشادهم وادارتهم