زياره العتبات المقدسه
يبدأ السيد حسن الابطحي رحمه الله بلحديث :
للمرحوم الحاج ملا اقا جان مشرب اخر استمد منه كثيرا في مسالة النضج المعنوي له ولرفاقه
وذلك هو زيارة الائمه (عــليهم السلام ) بل زياره ابنا۽ الائمه (عــليهم السلام)
انه يعتقد ان الانسان يستطيع على نحو افضل ان يستمد الكمالات من مراقد الائمه (عــليهم السلام) فالائمه احياء يجيبون زائريهم... ولهم في مراقدهم عنايات خاصه بلشيعه والزوار
ومن اجل هذا فان طريق السير والسلوك اذا انغلق امام واحد من اصدقائه فانه ياخذه لزيارت احد الائمه (عـليهم السلام) وهو كثيرا مايذهب الى مشهد, لانه كان ساكنا في ايران ولان زياره الامام عــلي بن موسى الرضا(عــليه السلام) وهو افضل الزيارت هناك .
في نفس السفرة التي تعرفت فيها لاول مره عليه,كان يصحبه عدة شبان من طهران وهولاء قد فازوا بكثير من المعنويات, بفضل بركه زيارة الامام عــلي بن موسى الرضا (عـليه السلام), حتى تحرروا من اغلب الحجب.
كان يعتقد ان الترقي الروحي ممالايمكن _بعد ادا۽ الوجبات وترك المحرمات_ الا بالتوسل الحقيقي الجاد باهل بيت العصمه والطهاره.
انهم *عــليهم الـــســـلام * وسيله ارتباط افراد البشر بالله وفي گل شــﻲ...
في الماديات والمعنويات ــ وقد ورد في دعــاء الندبه :
«اين السبب المتصل بين الارض والسماء؟! اي : اين الامام الذي هو واسطه وصول فيوضات الله الۍ الخلق؟
كان يقول حين يرتفع الانسان الى درجات عاليه من الترقي الروحي فان صفاته الحيوانيه سوف تكون منقاده لقواه الروحيه .حتى تغدو كسل قوۍ الجسد متاثرت بلقوۍ الروحيه ..
وكان يقول : اول حاسه من حواس الجسم تقع تحت تاثير الروح وهي. الذائقه... (حين اذكر حبيبي يحلو مذاق فمي) . هذه حقيقه حين يكرر العاشق اسم حبيبه يعذب مذاق فمه ... اليس كذلك؟؟
كرر عباره (ياصاحــــﺐ الزمــاڹ)
سبعين مرت في الاقل مع اعتقادك ان الامام الحجه يسمعك وانت تحبه . . ثم لاحظ بعدها : اصار فمك حلو ام لا؟؟! على عكس الشخص الذي يثير تذكره انفعالك وغضبك : ردد اسمه مرات كثيره ـ ثم انظر : اصار طعم فمك مرا أم لا ؟ ان هذا الاثر يحدث لكون الروح في البدم ولكونها مرتبطه بلقوى الحيوانيه
تظهر في الذائقه لذت وحلاوة ذكر الحبيب ــ ومن هذا ماتقوله في اذن الدخول علئ الائمه (عــليهم السلام) :《وفتحت باب فهمني بلذيذ مناجاتهم 》
بعد الذائقه يظهر اثر قوه الروح في حاسه الشم قد يكون الانسان احيانا وحده في خلوه ولم يمس اي نوع من العطر لكن يحس بغته ان ماحوله قد تعطر بعطر فوح ولكنه لايلبث ان يختفي
*لي صديق يعتقد انه لدۍ حضور أي واحد من الائمه عــليهم السلام يستطيع ان يميز كل احد منهم عـليهم السلام من خلال عطره الخاص
وبما ان هذا الموضوع مسلما الى هذا الحد فان حاسه الشم لدۍ الانسان تتفعل ب الاحاسيس الرووحيه والمعنويه حتى بـعـــطورها المعنويه ...
كنت يوما في مجلس مع عدد من أصدقاء المرحوم ، وكان منشغلا ببيان بعض فضائل أهل بيت العصمة (عليهم السلام ) حينما شم كل الحاضرين عطرا لانضير له بين عطور الدنيا . ولقد أجاز لنا نقل هذه الواقعة بعد أن شم الحاضرون العطر وتنبهوا لذلك .
في أغلب الليالي التي يمضيها في مشهد .. تعود أن يجلس في الإيوان الذهبي للصحن الجديد _(1) يقع هذا الصحن شرقي الحرم الطاهر ، وكان الشروع في بنائه عام 1223 هجريه_
، وحوله أصدقاؤه .وقد حدث عدة مرات أن فاح عطر مع هبة نسيم لطيف . وكان يعتقد ان ارواحا أو ملائكة كانت _ في تلك الحضه _ تقصد الحرم الشريف .
حين كان الحاج ملا اقا جان يعقد مجلس الدعاء والتوسل كان لا يكف عن الضراعه والتوسل حين يتيقن أن الغرفة قد غمرت بالعطر الروحي وكان احيانا _ بعد ان يغمر العطر المكان _ يتاؤه ، ويقرأ هذا البيت ببكاء العاشق :
اذا ما آحتضنت خيالك عند الليالي
يضوع فراشي سحيرا بعطر الزهر
انه يعتقد ان الروح حينما تقوى سيطرتها على قوى الجسم الحيوانيه فأن حاسة السمع تنفعل بالروح وتتاثر ايضا . ومصداق ذلك ان العين تنام قبل الأذن لان هيمنة الروع على الأذن اقوى من هيمنتها على العين .
احيانا _ هكذا كان يقول _ يجلس الأنسان وحده في غرفة و لا احد معه ، فيسمع صوت همس الموجودات وتسبيحها شبيها بدوي النحل في مكان واحد .
انها اصوات تسبيح الملائكة وتسبيح الموجودات ،ولكن اكثر الناس لا يعلمون .
كان المرحوم يوصيني أن لتكن حالة سلوكك في الحياة كما لو دخل دارك ضيف بدون ان يدعى .
واعلم ان الامام الصادق (عليه السلام ) كان يقول :
السخي يأكل من طعام الناس ، ليأكل الناس من طعامه .
وقال المرحوم الحاج ملا آقا جان : في أحد الأيام كنت أصلي في المسجد الجامع بزنجان مؤتما بإمام الجماعة في ذلك المسجد . . حين جاء إلي رجل ، وقال : لقد اشتريت لك زوجا من الاحذية ، لكي نذهب معا الى مشهد ، لأن 《السيد الحسني 》 سوف يظهر
قلت له : ولماذا تقول هذا لي ؟ إذهب الى إمام الجماعة وقل له ، ليخبر هو كل المصلين ، ثم نذهب جميعا إلى مشهد لنصرة 《 السيد الحسني 》.
فقال : إن الشخص الذي أخبرني أن 《السيد حسني 》 سوف يخرج قد قال لي أن أخبرك وحدك . قلت له :أذا اردت أن اعرفك فأني اقول : مايزال الوقت مبكرا.《 السيد الحسني 》لا يخرج الأن .
. . ثم ذهب .
وبعد وفاة المرحوم الحاج ملا اقاجان رأيت ذلك الرجل وسألته : ماذا فعلت بعد أن فارقت المرحوم الحاج ملا اقا جان ؟
قال : سافرت الى مشهد . وحين وصلت توجهت فورا الى مسجد ( كوهر شاد ) . كنت أريد ان اعرف من هو السيد الحسني ؟ واين هو ؟ وبدعوات وضراعات متواصله فهمت أن السيد الحسني يصلي الأن في أيوان مسجد گوهر شاد . وذهبت الى هناك ، فرأيت سيدا مشغولا بالصلاة ، صبرت حتى فرغ من صلاته . بعدها . . نظر إلي ، وتماما كما فعل الحاج ملا اقا جان حين اشار بيده وقال : مايزال الوقت مبكرا _ فأن هذا السيد اشار بيده ، وقال ايضا : مايزال الوقت مبكرا !
في ذالك الوقت . . عندما سمعت هذه القصة من المرحوم الحاج ملا اقا جان ، سألته : - هل 《 السيد الحسني 》 من علامات الضهور المحتومة ؟
قال :
_ كلا . إنه من العلامات المحتملة . .
من مؤلفاته السيد حسن الابطحي عالم الارواح العجيب وكتاب بين يدي الاستاذ وكتاب الكمالات الروحيه وكتاب ليالي مكه وكتاب أنوار الزهراء وكتاب اللقاء بأمام الزمان وكتاب المصلح الغيبي وكتاب جوابنا وكتاب سبيل الله ومعراج الروح وسير الى الله ....هذه ابرزها ومجموعه قيمه ان وقع بيدك احدها فلن ترتاح حتى تنتهي منه
مصدرهذه القصة ؛ كتاب معراج الروح للسيد حسن الابطحي