الشيخ حبيب الكاظمي | واقع الحياة الزوجية
واقع الحياة الزوجية عبارة عن تزاوج بين النفوس لا بين الأبدان.. وهذا خلافاً لما هو في ذهن عامة الشباب وعامة الشابات، الذين يرون بأن الحالة الزوجية عبارة عن اقتران بدني، يغلب عليه الجانب الغريزي.. والحال بأنه إذا اعتقد الزوجان بأن هنالك تزاوجا بين النفوس، فمن الطبيعي أن يحاولا تقريب الانسجام النفسي فيما بينهما.. فالجوانب الغريزية من الأمور التابعة للجانب النفسي، أي أنه إذا وجدت المودة والرحمة، فإن الجانب الغريزي أيضاً يصبح له وقع متميز بين الزوجين.. ومن هنا نحن نعتقد أن الأسرة المثالية -الأسرة الإيمانية- تعيش حالة السرور التام، فإذن، إن الحل يكمن في الوصول إلى هذه النقطة، وهي: أن التزاوج يحتاج إلى بلوغ نفسي.. أي أنه لابد للزوجين أن يُرّفعا من مستوى التفكير، بحيث يكون العقل هو العنصر الحاكم في الحياة الزوجية.. ومن الملاحظ أن هناك تأكيداً لا نظير له في الروايات على عنصر العقل، كالذي ورد عن الإمام الباقر (ع) إذ قال: (لما خلق الله عزوجل العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي!.. ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، ولا أكملك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أعاقب، وإياك أثيب).. إن الله عزوجل لا يكَّمل العقل إلا فيمن يحب، فإذا أحب الله عبداً أكمل فيه الجانب العقلي والجانب التعقلي.. ومن المعلوم أن العقل إجمالاً -كما في تعريف بعض الروايات- هو: (ما عبد به الرحمن، واكتسب به الجنان)