استغلال الانترنيت | الشيخ بناهيان
ان ماهية الثقافة والحضارة التي صدّرت لنا تقنية الفضاء الافتراضي وأجهزته، وأهم من ذلك، كيفية استغلال نظام السلطة لهذا الفضاء، لا تقلّل مسؤوليتنا في التعامل معه، بل تزيدها. فها نحن الآن أمام هذه الإمكانات التي قد تؤدي إلى هزيمتنا، وقد تؤول إلى هزيمة الأعداء. فلابدّ أن نرى كيف سنخرج من هذا الامتحان الإلهي في مواجهة هذا الفضاء الجديد؛ أفهل سنجسّد قدرة الله، أم سنجسّد ضعفنا؟!
من ما لا شكّ فيه ولا ريب يعتريه، لو لم ير الله فينا قوّة مواجهة امتحانٍ كهذا، لما جعلنا في مثل هذا الامتحان. وممّا لا شكّ فيه لو لم نكن نحظى بالقوّة اللازمة لمواجهة هذا الامتحان بالشكل الصحيح، لما واجهنا مثل هذه الظروف، ولما فرض اللّه علينا هذا الامتحان. لقد ثقّل الفضاء الافتراضي المسؤوليّة على أكتافنا فبإمكاننا أن نكتسب الأجر ونجاهد أضعاف ما جاهد أسلافنا، كما يمكن أن نصاب بالضعف وننساب نحو المعاصي أضعافا مضاعفة.
الفضاء الافتراضي فرصة لتقييم مدى إدراكنا عن الحقائق الدينية الأصيلة، ومدى نجاحنا في نقل جزء من هذه المعرفة والإدراك للآخرين. فقد نستطيع أحيانا أن نقدّر مدى معرفتنا بالدين عبر نقل معرفتنا الدينية إلى الآخرين. كما هو فرصة لأن نعرف كم نحن عشّاق لدين الله وأوليائه، وكم نحن أنانيّون وغير مكترثين بخدمة الدين.
من الواضح أن هذا الفضاء سيعرّضنا إلى مخاطر جديدة، وفي نفس الوقت سيمنحنا إمكانات جديدة للرشد الفردي والاجتماعي. ولكن لا ينبغي أن نتعامل معه بانفعال وحسب. فلابدّ أن نستغل فرص هذا الفضاء مع صيانة ما يودّون سلبَه منّا. فعندما ننظر إلى فرص الفضاء الافتراضي، نشعر بكلّ وضوح أن كم كانت عملية التسريع في هداية الناس وإنقاذ البشرية بحاجة إلى هذه التقنية، ولعلّ هذه الفرص هي من ممهّدات الظهور.