مواجهة الفضاء الافتراضي | الشيخ بناهيان
في سبيل مواجهة الفضاء الافتراضي لابدّ لنا من أمرين؛ الأول هو مراعاة التقوى، لكي لا يتأثر نَفَسنا بهذا الجوّ الموبوء. فإن من خصائص هذا الفضاء وسعة الفسق والفجور. والأمر الآخر هو أنه يجب أن لا ننسى النظم والتوقيت في استخدام هذه الأجهزة والتواجد في الفضاء الافتراضي. إذ من خصائص هذا الفضاء تضييع الوقت والإخلال في نظمه، وبما أنّه في متناولنا دائما وفي كلّ لحظة، فبإمكانه أن يقضي على نظم حياتنا بدافع حبّ الاستطلاع أو بدوافع أخرى.
إن إمكان «الحصول السهل والمنظّم على المعلومات» و «معالجة الاحتياجات واختيارها الدقيق» و «سرعة انتقال المعلومات بشكل واسع» و «تبليغ القيم المتكرّر والمؤثر» وغيرها من فوائد الفضاء الافتراضي، قد زادت وظائف المؤمنين في الدعوة إلى الحق ونشره. فإن النداءات المظلومة لثورتنا المقتدرة تنتظر انتشارها في مختلف أرجاء العالم لتصبح عالميّة، فلابدّ من إدراك هذا العالَم المتعطّش لنداء الثورة والإسلام الأصيل.
ممّا يدعو إلى الأسف في هذا الخضمّ، هو عدم توفير البنى التحتيّة وعدم إنجاز شبكة الفضاء الافتراضي الوطنية، فهو كارثة مؤسفة. حريّ بنا أن نبكي أسفا على حال المجتمع الذي لم يوفّر البنى التحتية الآمنة للفضاء الافتراضي ولم يسرع إلى إنجازها. إن فقداننا للشبكة الوطنية للمعلومات والاتصالات هي من قبيل أن نستعير الإذاعة والتلفزيون والاتصالات من غيرنا أو من أعدائنا ونكون متّكلين عليهم. ومن قبيل أن نخاطب العدوّ في أثناء الحرب معه، ليعيرنا جزء من أجهزة اتصالاته وإعلامه.
لقد انتصرت ثورتنا الإسلامية من أوّل يومها وبقيت إلى يومنا هذا بقوّتها الناعمة، وبكلّ سهولة يمكن استخدام الإنترنت لخدمة أفكار الثورة الإسلامية. حتى أن من شأن هذه الإمكانات بطبيعتها وذاتها أن تنفعنا أكثر من أن تنفع أعداء الثورة.