أرض عرفة هي أرض العبيد
يقول الحاج حسين الشاكري :::-
حدّثني سماحة العلاّمة الاميني (قدس سره) عندما تشرف لحج بيت الله الحرام بهذه الحادثة ، قال :::-
تشرفت بحج بيت الله الحرام ، ولما صارت ليلة التروية خرجت من مكة المكرمة قاصداً عرفة ، وبتُ تلك الليلة في منى ، وبعد صلاة الفجر من يوم عرفة استأجرت مكاري لحمل أمتعتي، قاصداً عرفة ،
ولما وصلتها وجدت الموقف عاجاً بالحجيج ،
وكلما حاولت - عبثا - أن أحصل على مكان ما ولو بمقدار نصب خيمتي فما استطعت ،
وصرت أدور في مكاني يمينا وشمالاً ، حتى حانت مني التفاتة ،
وشاهدت من بعيد سرادقاً كبيراً أمامه فسحة واسعة مفروشة بالبحص الناعم ، محاطاً بالعسكر والحرس ، فقصدته .
و لما وصلت المكان أمرت المكاري أن ينزل أمتعتي ،
فأعطيته أجرته وذهب، ثم باشرت في نصب خيمتي وحدي ،
وصاح بي العسكري وناداني من بعيد ليمنعني ، فلم أعره أذني ولم أهتم به، حتى ولم ألتفت إليه، جاء العسكري حتى وصل إلى جنبي وأمسك بيدي ليمنعني من قصدي ، فوقفت و قلت :::-
ما تريد ؟ ولماذا تمنعني من نصب خيمتي ؟ متجاهلا ما حولي،
قال العسكري :::- ممنوع
فقلت :::- لماذا ؟! مستغربا
قال :::- ألم ترى ، هنا سرادق الأمير .
فصحت بأعلى صوتي ليسمعني من في السرادق ،
مستغرباً و محتجاً ،
وقلت :::- أمير ؟!!
قل لأميرك :::- فليرحل من أرضنا ، هذه أرض العبيد وليس للأمراء مكان هنا .
فذهل العسكري وأسقط ما في يده ، وذهب ليبلغ أميره كلام "العلامة الأميني"، فعرف عند ذلك الأمير أن المتكلم ليس بالرجل العادي فهابه ولم يعد لمنعه .