الوصاياالاربعون | الشيخ حبيب الكاظمي
إن الكدح والمجاهدة قد يصاحبها شيء من المصاعب والمصائب.. فكيف يقوي الإنسان حالة المقاومة لديه؟..
يمكن ذلك بمجموعة أمور، منها:
الهدفية وتصور الجوائز العظمى:
إن الإنسان الذي يصعد الجبل، لا شك أنه يجد ما يجد من العناء والمصاعب، إلا أن تصوره للجائزة التي سيفوز بها لو وصل للقمة، يخفف عليه هذا العناء، بل يزيده همة ونشاطا.
تقوية النفس وتلقينها بأنها قوية:
إن الفراعنة والأكاسرة كانوا يستضعفون الناس، إلا أننا-مع الأسف- نستضعف أنفسنا، فنراها ضعيفة دون قوتها الحقيقية!..
فأحدنا لما ينظرلنفسه، يعاملها دون ما هي فيه وعليه.. والشاهد على ذلك: نحن طوال السنة نتكلم عن إحياء الليل، ونذكر بقوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}، ولكن البعض يستغرب ويستعظم صدور هذا الفعل، ويقول: أيعقل أنه في زمان النبي (ص)، كان البعض يهجع من الليل قليلا؟!.. وكيف يكون ذلك، وهؤلاء بشر، ولابد لهم من النوم لساعات كافية؟!..
والحال أننا نلاحظ في شهر رمضان، وفي إحياء ليالي القدر بالخصوص، نلاحظ أنه حتى الطفل الصغير يطبق هذه الآية!.. وبعض الناس من الإفطار إلى السحر، وهم في حالة عبادة متواصلة، بين صلاة، ودعاء، وتلاوة للقرآن.. والبعض يحب أن يحيي العشرة الأخيرة، من شهر رمضان..
فلماذا الإنسان بعد شهر رمضان، يستكثر على نفسه لحظات من قيام الليل، وهو الذي كان قبل شهر أو أقل قد أحيا الليل؟!.. نحن نستضعف أنفسنا؛ والشيطان لعل له دورا في تثبيط الإنسان، وتلقينه بأنه دون المستوى المطلوب