السيد محمد باقر الصدر | علي "سلام الله عليه" ودوره في التربيه
إذا فرضنا أنّ شخصاً أراد أنْ يربّي شخصاً آخر لكي يخدمه ، فلمّا ربّى ذاك الشخص ونمى واكتمل رُشده جاء ليقتله ، ماذا ينفع هذا الشخص ندَمه غير أنْ يموت ؟
هذا الرجل العظيم قال :( فزت ورب الكعبة ) ، كان أسعَد إنسان ولم يكن أشقى إنسان ؛ لأنّه كان يعيش لهدَفه ، ولم يكن يعيش للدنيا ، كان يعيش لهدفه ولم يكن يعيش لمكاسبه ولم يتردّد لحظةً وهو في قمّة هذه المآسي والمحَن ، في صحّة ماضيه ، وفي صحّة حاضره ، وفي أنّه أدّى دوره الذي كان يجب عليه .
هذه هي العِبرة التي يجب أنْ نأخذها .
نحن يجب أنْ نستشعر دائماً أنّ السعادة في عمل العامل لا تنبَع من المكاسب التي تعود إليه نتيجة لهذا العمل .
يجب أنْ لا نُقِّيم سعادة العامل على أساس كهذا ؛ لأنّنا لو قيّمناه على هذا الأساس فقد يكون حظّنا كحظّ هذا الإمام الذي بنى إسلاماً ووجّه أُمّةً ، ثمّ بعد هذا انقلبت عليه هذه الأُمّة لتلعنه على المنابر ألف شهر .
نحن يجب أنْ لا نجعل مقياس سعادة العامل في عمله هو المكاسب والفوائد التي تنجم عن هذا العمل ، وإنّما رِضى الله سُبحانه وتعالى وإنّما حقّانية العمل ، كون العمل حقّاً وكفى ، وحينئذٍ سوف نكون سُعداء سَواء أثّر عملنا أم لم يؤثّر ، سَواء قدّر الناس عملَنا أم لم يقدّروا ، سَواء رمَونا باللعن أم بالحجارة .
على أيّ حال سوف نستقبل الله سُبحانه وتعالى ونحن سُعداء ؛ لأنّنا أدّينا حقّنا وواجبنا وهناك مَنلا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاّ أحصاها ، لئن ضيّع هؤلاء السعادة ولئن ضيّعوا فهمَهم ، ولئن استولى عليهم الغَباء فخلطوا بين عليّ عليهالسلام ومعاوية ، لئن انصرفوا عن عليّ وهم في قمة الحاجة إليه فهناك من
لا يختلط عليه الحال ، مَن يُميّز بين عليّ عليهالسلام وبين أيّ شخصٍ آخر ، هناك مَن قد أعطى لعليّ عليهالسلام نتيجةً لعملٍ واحد من أعماله مثل عبادة الثقلين .
ذاك هو الحق وتلك هي السعادة .
اللهم احشرنا معه واجعلنا من شيعته والمترسّمين خطاه والحمد للّه .
أقرا ايضا في شبكة عشق الروحيه
الشيخ عيسى قاسم- أسالة علميهالامام الخميني -العمق العقائدي لعشاوراءالانترنيت هو موطن امتحان وتكليف جديدالامام الخامنئي-أحياء ذكرى الشهداءالشيخ حبيب الكاظمي - صور التهيؤ المقترحة للصلاة