الامام الخامنئي | الأعداء والمستكبرون وقضية المهدي عجل الله تعالى فرجه
قد دأب الاستعمار والاستكبار العالمي على محاربة الإسلام بأسلوب ماكر، يهدف من ورائه هدم عقائد الإسلام وأسسه القيِّمة، عندما رأى في ركائز الإسلام قوّة لأتباعه.
فالحرب ليس لها صورة واحدة وأسلوب واحد، فقد تكون الحرب حرباً عسكرية وقد تكون سياسية أو إعلامية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية عقائدية.
والعدو المستكبر لا يترك جهداً إلا ومارسه لمحاربة الإسلام بجميع الوسائل والطرق.فإذا فشل في الحرب العسكرية لجأ إلى الحرب الاقتصادية مثلاً أو السياسية مثلاً وإذا فشل في هذه الأساليب لجأ إلى غيرها مما تتوفّر لديه.والحرب العقائدية والثقافية ليست بأقل خطراً من الحروب الأخرى، بل قد تكون أخطر، لأنها تنطلي تحت عناوين برّاقة، وتزيينات، ظاهرها أنيق وباطنها خبيث.
ومن العقائد المهمَّة في الإسلام الإيمان بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وبأنه سيظهر لإزالة المستكبرين والظالمين عن وجه الأرض، فالمستكبرون والظالمون لمّا رأوا أهمية هذه العقيدة وخطورتها عليهم سعَوا إلى إضعافها إن لم يستطيعوا إزالتها من النفوس.
يقول القائد دام ظله
"أعدى أعداء هذه العقيدة، وأشدّهم عداء لشخصه منذ يوم غيبته بل ومنذ يوم ولادته، هم الظلمة الذين اقترنت حياتهم بالجور والتسلط، وهم مصرّون على مقته وعلى مقت هذه الظاهرة الإلهية وهذا السيف الرباني. كما أن المستكبرين والظلمة يعارضون اليوم ويناوئون هذه الفكرة وهذه العقيدة، لمعرفتهم بأن هذه العقيدة وهذا الحب المغروس في قلوب المسلمين، والشيعة خاصة، يضيّق على مآربهم. أشرت في وقت ما إلى أن المستعمرين حينما احتلوا شمال أفريقيا، قدّم لهم عملاؤهم تقارير وهي مدوّنة وموجودة تفيد بأن محاربة مثل هذه الشعوب في غاية الصعوبة، وذلك بسبب اعتقادهم بالمهدوية...".
وفي كلام آخر للقائد دام ظله يقول
"... اطّلعت على وثيقة تتعلّق بعدّة عقود مضت، أي منذ أوائل تغلغل الاستعمار في شمال أفريقيا وإنما صار التركيز على تلك المنطقة بسبب شدّة ميول سكّانها إلى أهل البيت عليهم السلام بغض النظر عن المذهب الذي يعتنقونه من بين المذاهب الإسلامية، ولأن عقيدة المهدوية بارزة المعالم هناك في بلدان مثل السودان والمغرب وما شاكل ذلك، فحينما دخل الاستعمار إلى تلك المناطق في القرن الماضي وجد أن عقيدة المهدوية من جملة العراقيل التي تعيق نفوذه هناك يؤكد في الوثيقة القادة المستعمرون على ضرورة العمل لإزالة العقيدة المهدوية تدريجياً من أذهان الناس! وكان المستعمرون الفرنسيون والمستعمرون الإنجليز يسيطرون على تلك المناطق حينذاك والاستعمار استعمار من أيٍّ كان ,أدرك المستعمرون الأجانب أنه طالما بقيت عقيدة المهدوية راسخة في أذهان تلك الشعوب، لا يمكن التحكّم بتلك الشعوب كما ينبغي! لاحظوا مدى أهمية عقيدة المهدوية. ولاحظوا مدى فداحة الخطأ الذي يرتكبه البعض باسم التجديد والانفتاح الفكري، بإثارتهم الشكوك حول المعتقدات الإسلامية بلا وعي ولا دراسة ولا معرفة لطبيعة العمل الذي يقومون به، فهؤلاء يؤدّون بكل سهولة نفس الغرض الذي يرمي إليه العدو".
ويقول القائد في كلام آخر
"... لقد تعرّضت جميع العقائد البنّاءة لهجمات من خصومها. اعلموا أيها الإخوة والأخوات أن هذه النقطة في غاية الأهمية! لاحظوا كم يجب علينا أن نكون متيقظين اليوم! إذ أنهم نقّبوا حتى في تعاليم الإسلام وأحكامه وحيثما وجدوا في الشرع المقدّس معتقداً أو حكماً له تأثير ايجابي واضح وكبير في حياة ومستقبل الفرد والمجتمع والأمة الإسلامية وقفوا بوجهه وقاوموه بشكل أو آخر، لعلّهم يستطيعون القضاء عليه، فإن لم يصلوا إلى غايتهم حاولوا التلاعب بمحتواه.
ولعلّ البعض يتساءل مستبعداً، وما شأن العدو، وكيف يتسنى له تجريد العقائد الإسلامية من فائدتها للناس؟ وهذا التصوّر خاطئ طبعاً. فالعدو قادر على ذلك ولكن لا على المدى القصير، بل على امتداد فترة طويلة قد تمتد إلى عشرات السنين حتى يستطيع طمس بؤرة مضيئة فيها أو إفراغها من جوهرها، أو إبراز نقطة مظلمة. فقد يبذل أحدهم جهوداً محمومة على مدى سنوات طويلة وينفق الأموال ولكن لا يصل إلى نتيجة، فيأتي آخرون من بعده ويمضون على نهجه. لقد تعرّضت معتقدات المسلمين للكثير من أمثال هذه الأعمال، كما حصل مع عقيدة التوحيد وعقيدة الإمامة، وكذلك المفاهيم الأخلاقية كمفهوم الصبر والتوكل والقناعة، هذه كلها نقاط بنّاءة بارزة لو استوعب المسلمون حقيقتها لكانت بمثابة المحرك الذي يسهم في تقدم المجتمع الإسلامي نحو الأمام. ولكنهم بعدما تحايلوا عليها وغيّروا مضامينها وبدّلوا معانيها وألقوها في الأذهان على صورة أخرى مغايرة لأصلها، استحال ذلك المحرّك إلى داء مخدِّر ومنوِّم، كما أنهم حاولوا كثيراً ذلك مع عقيدة المهدي الموعود...".وهذا ما حاولوه في إيران الإسلام،
يقول القائد دام ظله
"وفي بلادنا هذه نقل لي أحد كبار العلماء المحترمين والذي ما يزال على قيد الحياة... أنّه في أوائل وصول رضا شاه البهلوي إلى الحكم ذلك المتآمر الجاهل والفاقد لكل معنوية ومعرفة استدعى رضا شاه أحد علماء البلاط العملاء وسأله: ما هي قضية الإمام صاحب الزمان التي خلقت لنا كل هذه المشاكل؟ ويجيب ذلك العالم العميل بما يرضي ميل ورغبة الشاه، ثم يقول له الشاه: إذهبوا وأنهوا هذه المسألة وأخرجوا هذا الاعتقاد من قلوب الناس، فيجيبه واعظه العميل، إن الأمر ليس بهذه السهولة وتعترضه كثير
أقرا ايضا في شبكة عشق الروحيه
الامام الخامنئي - رسالة القائدسيد حسن نصر الله - احتضان البيئة الحاضنة هو من أهم عناصر القوة في المقاومةسيد حسن نصر الله - وصايا للشبابالشهداء - الى مرادنا الشيخ راغبالشهداء - الشيخ راغب حرب