إن قطاع الطرق هم ما ذكر في سورة الناس، قال تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.. ونحن عادة نظن بأن الموسوس هو إبليس وجنوده فقط، ولكن في سورة الناس إشارة إلى من هم على خط إبليس أيضا!..
ومن المعلوم أن إبليس لا يأتي بشكل مباشر، ففي عالم الشهوات هو لا يدعو المؤمن للزنا مثلا، بل يدعوه للنظر المحرم، فإذا نظر نظرا محرما تفاعل، وإذا تفاعل فإنه يريد الوصال بمن يهوى.
وفي عالم الانحراف الفكري والعقائدي، أيضا الشيطان له هذه الأساليب، ولكن من خلال البشر!.. فالشيطان تارة يوسوس للإنسان مباشرة، وتارة يوسوس إلى بعض البشر، ليكونوا له قادة، أو كما يعبر القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}، فهؤلاء هم تلاميذ إبليس في الدرجة الأولى.
إن قطاع الطرق، هم الذين يستغلون براءة الذين لهم ميول روحية.. والملاحظ أنه مع تقدم المد الحضاري والرفاهية البشرية، أن رغبة الناس في المعنويات تزداد.. حتى في بلاد الغرب التي من المعلوم أنها في قمة الرفاهية والتمدن البشري، ولكن يقال أن المدارس الروحية، هي الأكثر انتشارا أو شيوعا فيها، هذه الأيام.. وعلى رأس هؤلاء المدارس، قوم لا خلاق لهم، ولا ارتباط لهم بالروح، وإنما هم مجموعة لهم دعاوى وأمور، ويستغلون حب الناس للروحانيات، لكسب المال.
فينبغي الالتفات والحذر من أمثال هؤلاء!.. فالمشكلة ليست في قطاع الطرق، فهؤلاء هم حصب جهنم، ولكن المشكلة في الضحايا!.. ونحن في أربعين حلقة-إن شاء الله تعالى- سنستذكر المعالم الأساسية، على وفق كتاب الله تعالى، وسنة نبيه (ص)، وأوصياء نبيه (ع).. وهذه القواعد إذا تعلمناها، نطبقها على حياتنا، فتكون بمثابة مسطرة أو قانون أساسي، لتمييز الغث من السمين، والجيد من الرديء