الوصايا الاربعون | الشيخ حبيب الكاظمي
ما هي حقيقة الصبر وأقسامه؟
حقيقة الصبر هي: توطين النفس على تحمل مشاق المرحلة التي هو فيها
إن طبيعة النفس الإنسانية، طبيعة ميالة إلى اللهو واللعب، كما نقرأ في مناجاة إمامنا زين العابدين (ع): (إلهي!.. إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة، وإلى الخطيئة مبادرة، وبمعاصيك مولعة!.). ولهذا فإنها عندما تمر في بعض المشاكل والأزمات والبلاءات، فإنها لا تتحمل، وتصبح عندها حالة من حالات التمرد والإحباط والقلق.
نحن نود أن نسير في طريق غير ذات الشوكة.. ومن المعلوم-كما نفهم من القرآن الكريم- أن رب العالمين بناؤه على أن نسير في طريق ذات الشوكة، طريق الأنبياء والمرسلين، أمثال نبي الله أيوب (ع)، وأصحاب الأخدود، وسحرة موسى (ع)، والنبي الأعظم (ص)، حتى أنه قال (ص): (ما أؤذي نبي مثل ما أؤذيت).. فهذه سنة الله تعالى في خلقه.. فالذي يريد الوصول للمقامات الراقية، شعاره أنه لابد أن يتحمل الكدح، كما هو مراد المولى تعالى منه، إذ يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}، فالصبر من لوازم السير إليه تعالى.
أقرأ ايضا في
شبكة عشق الروحية
الشيخ حبيب الكاظمي الوصية 2 - ما المقصود بقطاع الطرق