الشيخ عيسى قاسم | الفقية والثورة البحرينية
لم يكن مستغربا الاستهداف المتكرر لسماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله) من قبل السلطة البحرينية، وهي التي عمدت لاستهداف النشطاء والقيادات والرموز وإرهابهم، فهي لديها أسباب متعددة لاستهداف سماحة الشيخ، فهو يمثل الراعي والأب الروحي للثورة البحرينية المباركة، والشخصية المحورية الداعمة لحراك الثورة وديموميتها.
ولكن الذي كان مستغربًا هو مستوى الاستهداف والتطاول والتهديد، والذي بلغ حدا تجاوز به الأصول والآداب المتعارفة.
لقد وضع سماحة الشيخ كل ثقله التاريخي والديني والشعبي والروحي خلف الثورة البحرينية المباركة، ووفر لها زخما كبيرا متعدد الأبعاد، وتلقى في سبيل نصرة الشعب البحريني المظلوم سهاما كثيرة من النيل والتجريح والتهديد، ليشكل سماحة الشيخ الدرع الواقي للشعب البحريني وثورته ومطالبه الإصلاحية العادلة المشروعة، وإن استهداف سماحة الشيخ (حفظه الله) هو استهداف للثورة المباركة في الصميم.
ووفاء لجزء يسير من الحق الكبير لسماحة الشيخ علينا جميعا فإنني أشير لأهم أدوار سماحة الشيخ في إطار رعاية الثورة المباركة بالصورة التالية:
1. تأصيل المطالب والثبات عليها:
فقد استطاع سماحة الشيخ بخطاباته ومواقفه المتكررة تأصيل وتأكيد المطالب الشعبية العادلة، والثبات والإصرار عليها وعدم التنازل.
2. بلورة المنهج الوسطي:
لقد وفق سماحة الشيخ توفيقا كبيرا في بلورة منهج وسطي متوازن جامع، جمع بين مبدئية المطالب الشعبية العادلة المتمحورة حول مرجعية الإرادة الشعبية ورفض الاستسلام لإرادة الاستبداد والقمع، وبين العقل والحكمة وشمولية الرؤية المؤكدة على السلمية والوحدة الوطنية ووحدة قوى المعارضة والفهم السياسي الدقيق.
3. المظلة الجامعة لوحدة الشعب:
لقد جسد سماحة الشيخ وحدة الشعب والمعارضة، وشكل المظلة العامة لأبناء الثورة.
4. ضمان البعد الديني والعلمائي:
لقد وفر سماحة الشيخ دعما علمائيا ودينيا كبيرا لحركة الثورة، بحيث حققت الثورة المباركة شمولية في استيعابها لعلماء الدين والمثقفين، والدوافع الدينية والسياسية، والزخم الشرعي والوطني.
5. المشاركة العميقة في الحماس والآلام:
لقد كانت لسماحة الشيخ مواكبة متجددة لحركة الثورة، حيث المشاركة العميقة للشعب في حماسه وزخمه الروحي والمعنوي، وحيث المشاركة للشعب في عمق آلامه وتضحياته وجراحاته النازفة.
6. رد الاتهامات والافتراءات:
لقد تركزت جهود الإعلام المضلل لتشويه صورة الثورة المباركة بتوجيه سيل من الاتهامات، من قبيل الاتهام بالطائفية واللاوطنية والإرهاب وغيرها، وقد كان سماحة الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله) اللسان المدافع عن حريم الثورة، والمنطق الرصين الذي يكشف زيف الافتراءات.
لقد شكل سماحة الشيخ بدوره ومنهجه وعطائه المميز الكبير مدرسة مهمة تستحق كل الاحترام والتقدير والشكر الجزيل، وعلى طلبة سماحة الشيخ ومحبيه أن يتدبروا جيدا في المبادئ والقيم التي دعا وأكد عليها لأنها جديرة بالاستلهام والاقتداء، وإن من واجب الجميع القيام بمسؤولياتهم تجاه الاستهداف الظالم لسماحته وشخصه.
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم (رعاه الله) من كل مكروه، ويحفظ معه ثورتنا المباركة عزيزة منتصرة. والحمد لله رب العالمين.
13 مايو 2012 م
اقرا ايضا في شبكة عشق الروحية
الشيخ حبيب الكاظمي وصية 14 - الصلاة الخاشعةالشهداء - الشيخ راغب حرب
السيد السيستاني-توجيهاته الى جمع من الناشطيين الاجتماعيين والشباب المؤمن